الجمعة، 1 أكتوبر 2010

سبحان الله ملايين المرات.....




يحدث التكاثر بين أنثى وذكر البطريق في الخريف وتضع الأنثى
البيضة في الشتاء لتبدأ رحلة حضانة البيضة وفقسها وإطعام الصغير
ثم تبدأ الرحلة باحتضان الأم البيضة التي وضعتها بين قدميها في درجة
برودة 30 تحت الصفر وتأتى أخطر لحظة في حياة الأبوين عندما
يقترب البطريق الذكر من الأم ويصبح في مواجهتها تماما لتبدأ عملية
التسليم والتسلم
تقوم الأم برقة شديدة وحنان بدحرجة
البيضة من تحت قدميها لتسكن بين قدمي الأب ويسدل عليها معطفه
إنها بداية مشوار العذاب الطويل .
فالأم تذهب الى البحر لجمع الطعام الذى تطعم به
الصغير والأب منذ ذلك اليوم أصبحت مهمته الوحيدة تدفئة

البيضة خلال الاسابيع اللازمة لفقسها فاذا انتهت بنجاح عملية تبادل
البيضة واصبحت فى عهدة الاب -عندها أعطته
الأم ظهرها لتبدا الآف الامهات فى وقت واحد مسيرة الذهاب الى
البحر الذى يبعد 120 كيلو مترا تسيرها الطيور فى جماعات لا
تتوقف ليلا او نهارا فإذا تعب البطريق من
المشى أراح قدميه وزحف على بطنه !
ومن تبة الجليد التى تطل على المحيط وتصل الطيور إلى حافتها فى نهاية
الرحلة يتوالى قفزها للغوص فى المياه وبدء عملية صيد الاسماك
والتى لا تأكل الأنثى منها شيئاً - وهذا هو الغريب - بل تقوم بتخزينها
كلها فى بطنها من أجل الصغير الذى تعود اليه من
نفس الطريق الممتد 120 كيلو متر مره أخرى وطوال الرحلة التي
تستغرق عدة أسابيع
لا تفكر أن تأكل شيئاً مما فى بطنها ولا تصوم الام فقط الأب أيضا
يصوم هو أيضا طوال تلك الفترة ويظل متجمداً فى المكان الذى يقف
فيه محتضناً البيضة لا ياكل ولا يمشى ولا يستريح من وقفته
وفى العادة يفقس البيض قبل أن تصل الأمهات بالغذاء ولكن رغم صيام
الأب إلا أنه بعد فقس البيضة يسعل نوع من اللبن يصبه فى فم
الكتكوت يمكنه من الحياة يومين او ثلاثة لحين عودة الأم
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
والان تأتى اللحظة المنتظرة لحظة هبوب الرياح حاملة من بعيد
أصوات الأمهات يصرخن فى وقت واحد ويرد عليهن الذكور بالصياح
أيضاً فى وقت واحد الآف الاناث قادمات والآف الذكور ينتظرون
وبينهما صياح متبادل لكن
الغريب أنه من بين كل هذه
الألاف من الصيحات تستطيع كل أنثى التعرف على صوت ذكرها
ومكانه واتجاهه
!!!!!!!!!!!


ويكون مشهد عظيم كما صوره الفيلم الوثائقى " المسيرة الطويلة " الذى
أخرجه الفرنسى " لوك جاكيت " عام 2005 - آلاف الاناث قادمات
بالطعام المختزن فى البطون والاف الذكور الرابطة فى نفس الاماكن
التى تركتهن فيها الاناث وتبدأ الصرخات صرخات
الامهات وصرخات الآباء ولا تعرف من أين جاءت الصرخات ولا
الفارق بينها ولكنها المعجزة ان تكون هذه الاصوات المنطلقة فى وقت
واحد وسيلة استدلال الأبوين على بعضهما واتجاه الأم الى شريكها
وتجىء أول لحظة تلاقى بين الأم ووليدها الذى يكون
كسر القشرة وخرج من البيضة وتظهر السعادة على وجه ثلاثتهم
اضغط على الصورة لرؤيتها
وعلى الفور تبدأ مهمة الأم فى إطعام الصغير الذى
عفوياً يمد منقاره داخل فم الأم يغوص حتى يصل الى الخزينة الممتلئة
بالسمك ويأكل منها ولا تفكر الأم فى هضم شيىء مما اختزنته وتظل تتابع
صغيرها حتى لا يفلت منها او يقتله البرد

أما الأب فهو يترك الاثنين ليذهب الى البحر ويعوض أيام الجوع
الطويلة التى ظل خلالها واقفا ونقص وزنه والى ان يعود يصبح
الصغير قادرا على أن يذهب الى البحر بنفسه
واصبح له اصدقاء من سنه

وبعد أربع سنوات تدور الدائرة على هذا الصغير ويتلاقى الذكر مع الانثى
ويتابعان مسيرة
الحياة بلا مدرسة ولا معلم ولا كتاب.....شكرا لمجموعة كريزي

ليست هناك تعليقات: